لا بياض أرضية ملعب برلين الأولمبي، ولا الأجواء الكرنفالية التي سبقت النهائي، لم تنقص حرارة النزال المنبعثة خلف الكواليس.
غياب إيطاليا عن النهائي، لم يمنع كليني من كسر التقاليد، رجل الأعمال جورجيو، ظهر حاملا العروس بين يديه، حائرة بين الشمال والجنوب. والحضور الملكي من الجانبين، أعطى للنهائي قيمة من نوع آخر.
تقاليد النهائيات الكروية احترمت بشكل أكثر من اللازم في شوط أول، لعب فيه المنتخبان كل في نصفه الخاص. ولولا كرة فودين الخجولة مع نهايته، لكان شوط الموتى السائرون، وقد كان كذلك فعلًا. ومع بداية الثاني، وجد يامين لنسفه مساحة تحرك يمينًا، حرك معها جمال الكرة يسارًا في اتجاه ويليامز. نيكو حرك الشباك بعد تباث الشوط الأول، مقربًا إسبانيا خطوة أخرى نحو اللقب.
هدف الإسبان فتح المباراة التي كانت بالأمس مغلقة. ظهور المساحات يعني تواجد يامين، وبتواجد جمال يحظر الخطر، وبيكفورد استشعر ذلك جيدًا.
البديل الذهبي بالمر، نزل أرضية الملعب بكل ثقله، معدلًا الكفة، مستغلًا تحظير بيلينغهام المتميز. لقد عادت المباراة إلى نقطة الصفر.
لقاء يامين وبيكفورد تكرر من جديد، ومصير كرة جمال الأولى شابه الثانية، فحارس الانجليز جبل لا تهزه ريح. لكن أويارزابال لم يكن ريحًا، بل إعصارًا عصف بأحلام منتخب يفعل كل شيء غير تذوق طعم الحديد تتويجًا. هدف ميكيل نصّب شباب الإسبان ملوكًا للقارة العجوز بأربعة ألقاب. لقد فضّو الشراكة مع الألمان فوق أراضيهم.
خليل شرق..