المدير الرياضي… كلمة السر المفقودة في المغرب

المدير الرياضي… كلمة السر المفقودة في المغرب
عبد اللطيف ضمير

 

المدير الرياضي… كلمة السر المفقودة في المغرب؟

إن اهم ما ميز الدوري الانجليزي هذا الموسم، ليس الصراع المحترم بين الكبار، آرسنال و مانشيستر سيتي و ليفربول، لا على العكس تماما هذه أمور تحدث كل موسم بين الأندية التقليدية، لكن الشيء المميز حقيقة هو العودة القوية لنادي انجليزي عريق، وهو استون فيلا، هذا النادي الذي حقق المركز الرابع هذا الموسم وضمن التواجد في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، بعد طول غياب، وهو المتعود على مثل هذه المسابقات الأوروبية الكبيرة، فهو عريق المملكة المتحدة وأحد كبارها، حقق الدوري سبع مرات، وفاز بثلاث ألقاب أوروبية أهمها دوري أبطال أوروبا.

النادي الإنجليزي اختفى كثيرا عن الساحة الكروية انجليزيا و أوروبيا، وكنا نتابعه مع تواجد الدولي المغربي كريم الأحمدي ذات موسمين وبعدها نسيناه كأنه نادي صغير، حتى جاء المصري ناصيف ساويس صاحب شركات الحديد المعروفه عالميا بالإضافة إلى الكثير من الاستثمارات، وبدأ بسياسة إعادة هيكلة النادي، لكن ليس من تلقاء نفسه كما يفعل أغلب رؤساء الأندية المغربية، بل تعاقد مع مهندس ملحمة إشبيلية الإسباني، مدير الكرة بنادي الأندلس مونشي، هذا الرجل هو الذي أعاد إشبيلية من القسم الثاني سنة 2000، لتتربع على عرش أوروبا بسداسية أوروبية، وساهم في فوزها بالقاب بالدوري، فقبل الألفين لم تكن السيفيا تملك أي تاريخ يذكر، كانت مجرد نادي يتخبط ما بين السقوط و المراكز الأخيرة.

بعد تولي مونشي إدارة إشبيلية لم يغادر الفريق المراكز العشرة الأولى قط، بل نافس البارسا و الريال على الاقاب، وانتزع منهم ألقاب السوبر و كأس الملك، مرة من الريال و أخرى من البارسا، وتحول إلى نادي يصدر خيرة اللاعبين (الفيس للبارسا و راموس للريال) والأمثلة كثيرة.

تقوم سياسة هذا الرجل على تتبع كل صغيره وكبيره تتعلق بالنادي من كل الجوانب، عمل على استقطاب لاعبين شباب من أمريكا الجنوبية و أفريقيا لم يكونوا معروفين وعمل على منحهم فرص الظهور مع الفريق، وهنا أعود و أكرر دور التنقيب مهم جدا في عالم كرة القدم، لأن التركيز على التنقيب و التعاقد مع لاعبين بجودة عالية يجنب أي نادي كوارث التعاقد مع النجوم كما حصل مع العديد من الأندية، ولذلك فإن إشبيلية أكثر نادي نجح في تعاقداته في السنوات الأخيرة، طبعا التعاقدات البسيطة التي تمنح النجوم، ولعل خير مثال على ذلك تعاقد إشبيلية مع الحارس ياسين بونو و المهاجم يوسف النصيري، وما جناه النادي من ورائهما ألقابا والآن ماليا.
المستثمر المصري بحث عن مدير كرة يدير النادي تقنيا و رياضيا، وفعلا كان عراب إشبيلية الهدف الأول، بعدما أقنعه بالعمل معه، فكانت أولى القرارت التعاقد مع مدرب إسباني وهو الفنان يوناي إيمري الذي خلد إسمه مع الغواصات الصفر فياريال وأعادهم إلى الواجهة، لكن بمجرد مكاملة من الرجل رحل إلى إنجلترا، شخصيا استغربت لهذا الانتقال، كيف لمدرب ترك فريقا حقق نتائج جيدة أوروبيا وهرول نحو فريق ينشط الدوري الانجليزي؟ الإجابة لم تتأخر كثيرا و الفيلا بارك تحتفل بالعودة إلى أوروبا من جديد بمشروع جديد وحلم إعادة إحياء الماضي البعيد، فهذا الموسم هو الأفضل للفريق منذ سنوات طويلة، و أكيد بأن القادم سيكون أفضل.

في الحقيقة النجاح لا يأتي أو دون تخطيط، النجاح وليد توظيف الرجل المناسب في المكان المناسب، للأسف في المغرب ولا نادي يملك مديرا رياضيا، اللهم بعض الأندية الكبيرة التي تتعاقد مع شخص يسمى مجازا مدير رياضي وبعد شهرين تتم الاقالة بشكل ودي، على عكس الأهلي المصري المسيطر على أفريقيا بالطول والعرض والذي يعمل بهذه المعطيات حرفيا، حيث يقوم مدير الكرة ومعه الطاقم الخاص بكل ما يتعلق بالفريق خاصة في الجانب التقني من حيث التعاقدات مع المدرب أو اللاعبين، أما في المغرب الأندية تعتمد على الصحفيين و السماسرة في ضم اللاعبين و المدربين، ولك أن تتخيل كمية الملفات بالطاس، وكل عام المنع المنع المنع، وكل هذا سببه العشوائية.
إن ما تحتاجه كرتنا المغربية لتنافس القوى العالمية و كبار القارة الأفريقية، ليست المواهب ولا اللاعبين، كل هذا متوفر بل وحتى الإمكانات المالية متوفرة و الملاعب موجدة، وإنما تحتاج إلى وضع الاحتراف بقواعده الحقيقية مكان العشوائية، وضع مدير تقني و مدير الكرة، و طاقم تقني عالي التكوين بالفريق الأول، وكذلك باقي الفئات العمرية، وليس لأن اللاعب مر من النادي أو له تجربة ما تعطاه صلاحية التكوين، مع الأسف كل هذا يحدث ويتواصل نزيف المواهب وتتراجع البطولة المغربية إنتاجا وفرجة، وستسمر إلى أن يأتي نادي يحمل رماد استون فيلا و يخرج من البيت بجلباب إشبيلية، غير ذلك لن تستطيع تحدي الكبار، وسنظهر مرة ونغيب أعواما، وتظهر لنا الأهلي البعبع الذي لا يقهر… يا مغاربة رجاء تعلموا من الأهلي ولو القليل..

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: المحتوى محمي من النسخ !!