قرار شجاع من عبد الصمد.. فما أشبه مصير الزلزولي بالحدادي

قرار شجاع من عبد الصمد.. فما أشبه مصير الزلزولي بالحدادي
عبد اللطيف ضمير

من الجيد أن الدولي المغربي عبد الصمد الزلزولي يملك عقلية التحدي و التتويج بالألقاب وعدم الهرولة وراء المال في الدوريات الخليجية، اللاعب يعرف نفسه أكثر من أي شخص آخر ويعرف امكانياته، لذلك رفض الاغراءات السعودية وفضل خوض تحدي جديد مع فريقه ريال بتيس الإسباني، رغم جلوسه على مقاعد البدلاء لمباريات كثيرة وخروجه من منظومة وفكر مدرب الخضر.

رفض الدولي المغربي الانتقال إلى الدوري السعودي، هو في حد ذاته قرار شجاع أمام الأموال السهلة التي سيحصل عليها هناك، لعب أم لم يلعب، انتقاله إلى أي نادي خليجي سيمنحه بكل تأكيد الرسمية و الظهور من جديد على البساط الأخضر، رغم ذلك رفض لأنه يعلم علم اليقين بأن مغادرته إسبانيا تعني نهاية مسيرته الكروية بعد عامين أو أقل على أبعد تقدير، لأن لاعبا في مثل عمره يصعب عليه مرة ثانية الخروج من السعودية و اللعب في إسبانيا أو دوري أوروبي.

عبد الصمد الزلزولي حكم على نفسه بالبقاء في ريال بيتيس، وهو يعلم بأنها مغامرة كبيرة غير محسوبة العواقب قد تكلفه كثيراً، اللاعب قد يخسر موسما آخر بالجلوس على دكة البدلاء، لا شيء مضمون في الدوريات الأوروبية، لكن إذا ما طور نفسه و تجاوز اللعب الفردي و الاستغراق فيه، ولعب للفريق سيعود لا محال لكتيبة أخضر الأندلس، وهذا ما ينقصه بعد الانطلاقة الجيدة التي بصم عليها سواء مع برشلونة أو في الشطر الأول بعد انتقاله إلى بيتيس.

يملك اللاعب الزلزولي خيار الظهور بوجه قوي مع المنتخب الوطني المغربي في أولمبياد باريس الصيف القادم، حتى يستطيع تغيير نظرة المدرب تجاهه، و يعتمد عليه في التحضير الصيفي ومنه يكون جاهزا لبداية الليغا و المسابقات التي يشارك فيها مع فريقه، أما إذا حصل العكس وخرج من لائحة الأشبال مع وجود وجوه جديدة و محدودية اللائحة النهائية فإن عبد الصمد قد يعاني كثيرا، وقد يجد نفسه معارا مرة ثانية لأحد الأندية.
يدرك الزلزولي أن بقاءه في الليغا حتى مع فشله في بيتس قد يفتح له أبواب الانتقال إلى أندية أخرى هناك، كما حدث مع منير الحدادي بالتحديد عندما خرج من إشبيلية غريم بيتيس التقليدي، لينتقل مرة أخرى إلى خيتافي قبل أن يستقر به الحال في لاس بالماس ويكتشف نفسه من جديد في موسم جيد بعد سنوات من المعاناة ابعدته عن المنتخب المغربي في كأس إفريقيا الأخيرة و كأس العالم قطر، ولربما تعاد الكرة نفسها مع الزلزولي بالأخضر هذه المرة، مع القواسم المشتركة بين الطرفين، من الخروج من البارسا وحتى الجلوس على دكة البدلاء وصولا إلى الاعارات.
عموما يصعب على عبد الصمد الزلزولي التواجد هذا الموسم في لائحة المنتخب الوطني المغربي مع وليد الركراكي الذي عادة ما يرفع شعار الجاهزية و الحضور الرسمي من أجل ضمان مكان بين أسود الأطلس، ثم التواجد الكبير للأجنحة في الخط الأمامي، ما يفرض على عبد الصمد العودة إلى نقطة الصفر و القتال على مكان في بيتيس الإسباني و الذي سيضمن له مكانا في المنتخب، غير ذلك سيخسرهما معا.
وأكد اللاعب الزلزولي، في تصريح لصحيفة “آس” الإسبانية بهذا الخصوص قائلا: “أريد البقاء في ريال بيتيس وسأفوز بالألقاب هنا”.

وزاد النجم المغربي أنه سعيد بوجوده في هذا النادي والموسم المقبل سيكون الأفضل في مسيرته الكروية.

وقال المهاجم المغربي: “أريد أن أنجح في ريال بيتيس، ويكون الموسم القادم الأفضل في حياتي، حتى عن برشلونة لا يمكنني قول أي شيء”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: المحتوى محمي من النسخ !!