بين من يطالبون برحيل وليد الراكركي، وبين من يرون بضرورة الإبقاء عليه و عدم الهرولة وراء التغيير من أجل التغيير كما عهدنا منذ سنوات طويلة وكانت النتائج نفسها كل مرة، فتغيير المدربين ليس بالحل السحري الذي سيقود المنتخب نحو تحقيق نتائج جيدة، لذلك فإن الاستمرار هذه المرة قد يعطي أكله، ولما نجربه ولو لمرة واحدة، مما دافع التغيير أعلن فشله، مع هنري ميشال عندما عاد و الفلكي إريك غيرتيس ثم المتوج مع تونس روجي لومير ، و هيرفي رونار صاحب الازدواجية الأفريقية مع ساحل العاج و زامبيا.
ان أغلب الذين يطالبون اليوم بخروج الطاقم التقني للمنتخب المغربي لم يستفيدوا من الماضي ولم يتعلموا درس كثرة التغييرات و النكسات التي خلفها، مؤكدين في المقابل على قدرة أسماء فشلت من قبل مع المنتخب الوطني المغربي في إعادة الأسود مرة أخرى للواجهة و لما لا الفوز باللقب الإفريقي الذي طارده أكثر من مدرب وجيل واستعصي حتى أصبح مستحيلا.
لن يكون بديل وليد الركراكي قادرا على ركوب تحديات اقصائيات كأس العالم 2026، وكأس أفريقيا للأمم 2025 بلادنا وتحقيق نتائج أكبر من التي تحققت رغم اختلاف الأجيال وتفاوت النجومية بين اللاعبين ودرجة التنافسية.
في حين من يطالبون باستمرار الراكركي يذكرون بإنجاز المغرب التاريخي في قطر، ويؤكدون على ان من حقق ذلك الإنجاز، لن يكون عاجزا على صناعة نجاحات أخرى ببلده المغرب مع الجيل الجديد، لكنه يحتاج إلى التشجيع و الثقة كما هو الشأن عندما كان مدربا لنادي الوداد الرياضي، عندما حضي بدعم كبير من الجماهير الودادية، رغم البداية الضعيفة في البطولة و دوري أبطال أفريقيا، الجماهير لوحدها كانت دعما وسندا و الجدار الذي يصد عنه كل الضربات، وبعدها منع الفريق من الانتدابات ولم يستسلم في مواجهة أندية أفريقيا الكبيرة، وكانت النتيجة موسم تاريخي توجه بدوري الأبطال و البطولة، فلولا الدعم الجماهيري لما فعل ذلك، لأن الإدارة قد توفر لك كل الدعم والحماية لكن تسقط أمام الضغوطات الخارجية.
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد تغير استراتيجية التعامل مع المدربين وتميل نحو الإستقرار وعدم تكرار الأمر نفسه، وحسمت في بقاء وليد الراكركي وانه لاداعي للتساؤل او المطالبة باي تغيير في اللحظة الراهنة مادامت الثقة حاضرة وانها ترى فيه رجل المرحلة.
اعتقد جازما انه وعلى بعد شهرين من بداية اقصائيات المونديال، لايمكن أن نجازف بالتغيير او نعول على اي كان للقيام بغير ماسيقوم به الراكركي، وهو على الاقل العارف بعناصره والملزم أيضا بمواصلة التحدي ولو بعد اخفاق الكان والذي جاء بعد انجاز المونديال، خاصة وأنه يحضى بدعم كبير من اللاعبين المؤثرين و الحرس القديم فالمستقدمين، وإذا ما قدر عودة بعض الوجوه فالأكيد ستعود بعض المشاكل للظهور مجددا ويتكرر سيناريو الصراعات من جديد.
لذلك أعتقد بأن الترويج لهذا الإسم أو غيره، أمر غير مستحب مبدئيا للأسباب السالفة الذكر، مادام الراكركي يشتغل في إطار الاعداد للقاءات الرسمية المقبلة، فقط وجب أن يكون استفاد من الأخطاء السابقة سواء التي كانت في اللقاءات الودية و الرسمية، وعدم تكرارها مرة ثانية.