نفتقد ثقافة الانتصار.. فشل وليد الركراكي استمرار لوصفات روجي لومير و هيرفي رونار

نفتقد ثقافة الانتصار.. فشل وليد الركراكي استمرار لوصفات روجي لومير و هيرفي رونار
عبد اللطيف ضمير

حقيقة خروج المنتخب المغربي من كأس الأمم الإفريقية 2023 ، يبقى جد عادي اذا ما نظرنا جيدا لتاريخ مشاركاتنا في هذه المسابقة، كأس وحيدة و وصافة، ما عدا ذلك كل المشاركات طبعها الاخفاق ولولا انتعاشة مونديال قطر لكان الخروج من الكان أمرا عاديا لأننا تعودنا على ذلك، ويجب أن نؤمن أشد الإيمان بأننا بلد فشل الرياضات الجماعية، من كرة القدم الى اليد ثم السلة وغيرها، رغم الأموال التي تصرف عليها و الأطر المغربية و الأجنبية التي تشرف عليها، ربما ثقافتنا ثقافة فردية يغلب عليها الأنا و الإنجاز الذاتي.

 

خروج المنتخب المغربي لا يمكن أن نحمله للمدرب وليد الركراكي وحده _وان كان الأمر كذلك_، الخروج سيرورة تاريخية لازمتنا من البداية و أصبحت طابع كل مشاركة، لأننا لم نصنع بعد ثقافة الانتصار في نفوس الشباب، كما مصر، التي تنجح في كل الرياضات الجماعية وحتى الفردية، لأن المصري يملك ثقافة الانتصار والفوز ويؤمن أكثر بالنجاح الجماعي، لذلك تجدهم يسيطرون على كل الرياضات الجماعية، أما نحن المغاربة تسيطر علينا الأنا و الذاتية و اللعب الفردي حتى في كرة القدم.

 

بعدماتوج روجي لومير مع المنتخب التونسي بسنوات جاء لتدريب المنتخب المغربي، كخطة من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لحصد نتائج أفضل وتكرار تجربته مع فرنسا و تونس، فكان النتائج عكس التوقعات و ازدادت الأمور تدهورا، فلم ينجح الأسود في بلوغ كأس الأمم الأفريقية في انغولا ولا كأس العالم في جنوب أفريقيا، مع مشاكل لا تعد ولا تحصى، وفشلت التجربة مع الفرنسي وتم التعاقد مع التركيبة الرباعية الشهيرة، و رشيد الطاوسي وقبلهم امحمد فاخر، كحل من الحلول بالاعتماد على الأطر المغربية ولاعبي البطولة الوطنية المغربية، لكن لا شيء تغير.

 

أراد فوزي لقجع إحداث ثورة حقيقية في المنتخب الوطني المغربي فتمت تنحية بادو الزاكي وتعاقدت الجامعة مع الفرنسي هيرفي رونار الثلعب المتوج بلقبين في كأس الأمم الأفريقية مع زامبيا المغمورة و ساحل العاج، إلا أن الفرنسي لم ينجح مع الأسود في نسختين وخرج من الأدوار الأولى، خاصة في نسخة مصر 2019 أمام منتخب بينين المغمور، رغم امتلاكه جيلا جيدا من اللاعبين و الظروف أفضل في بلاد الفراعنة من دول أفريقيا، لكن حسنته الوحيدة التي حققها، ذلك التأهل إلى كأس العالم بروسيا 2018، غير هذا كل ما تحقق يبقى عاديا وتحقق أيضا مع وحيد حليلوزيتش المدرب الذي لم يكن مرغوبا فيه.

خلاصة الكلام لقد جربنا المدرب الخبير و المتوج، الشاب و المحلي، جربنا المحترف الأوروبي و الخليجي، جربنا كل الحلول ولم تنجح الوصفات التي قدمت، ليس في كرة القدم فقط، حتى في الرياضات الأخرى، فكان الاخفاق العنوان الأبرز لنتائج المنتخب المغربي ، المسألة مسألة ثقافة وليست مسألة مدرب أو لاعب، فنحن لم نملك يوما ثقافة و روح الانتصار، لذلك لن نتوج يوما بالأميرة السمراء، إلا إذا كان الجمهور وراء الأسود وعلى أرض المغرب، قد يرحل وليد ويحل مدرب جديد، قد يتم دعوة هذا أو ذاك، لن يتغير اي شيء، المشكل قاعدي يتجاوز المادي و الكفاءة.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: المحتوى محمي من النسخ !!