يصعب تقبل فوز المغرب بنسخة واحدة من كأس الأمم الإفريقية، على مدار سنوات و أجيال، حتى طالها النسيان وأصبحت من الماضي مع توالي النسخ وسيطرة منتخبات على أمجاد القارة العذراء، وظهور أخرى إلى أمد قريب لم تكن تملك تاريخا، تسيدت مصر و الكاميرون و غانا ونجيريا منصات التتويج، وعادت ساحل العاج و الجزائر من بعيد، وظهرت للعلن تونس و الجزائر وزامبيا، ولم يظهر المغرب بعد، فامتلاكه أسماء كبيرة و نتائجه في كأس العالم، أمور لم تشفع له في حمل الأميرة السمراء، ولا نعلم الأسباب حتى الآن، رغم ترشحنا في الكثير من النسخ لحمل اللقب، إلا أن المصيبة تصادفنا عادة بخروج من الدور الأول.
حقق المنتخب الوطني المغربي لقب كأس الأمم الأفريقية عام 1976 على الأراضي الإثيوبية، وهو اللقب الذي ما يزال وحيدا حتى الآن في تاريخ الكرة المغربية، رغم توفرها على نجوم كبيرة و على أعلى مستوى عبر الأجيال، رغم تواجد العديد من اللاعبين المميزين إلا أن الفشل رافق المجموعة المغربية في خرجاتها الإفريقية ولم يكتب لها التتويج إلا مرة واحدة يتيمة، وجانبها مرة أخرى بتونس 2004.
ودخل المنتخب الوطني المغربي كأس الأمم الإفريقية بفريق قوي، في ثاني مشاركة له أفريقيا، بعد مقاطعة المغرب لنسختين من قبل، يتقدمهم أسطورة كرة القدم المغربية وشباب المحمدية أحمد فرس ثم الزهراوي. بابا. ابوعلي. التازي. السميري. مهدي. مجاهد. كلاوة. احرضان. الشريف . الظلمي .جواد. اعسيلة بالإضافة إلى العناصر المخضرمة مثل الحارس الهزاز، تحت قيادة المدرب الروماني جورج ماراديسكو.
وعزم المنتخب الوطني المغربي على تحقيق نتائج جيدة في نهائيات كأس أمم إفريقيا بإثيوبيا سنة 1976 في ثاني ظهور له بالمحفل القاري، وذلك لمحو خيبة الأمل التي رافقت نسخة المشاركة الأولى سنة 1972 بالكاميرون، بعدما أنهى المنافسات في المركز الخامس دون تحقيق أي انتصار ومكتفيا بثلاث تعادلات، وخروج من الدور الأول.
أقيم كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم 1976 في أثيوبيا، وقد شارك في البطولة 8 منتخبات لها تجربة كبيرة وكانت سباقة لإحداث هذه المسابقة، قسمت على مجموعتين، حيث يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور النهائي الذي يلعب على شكل بطولة مصغرة، ويفوز بالبطولة الفريق الذي يحتل المركز الأول فيها عن طريق التنقيط وليس خروج المغلوب كما هو الحال اليوم، وكانت آخر نسخة يطبق فيها قانون الأعلى تنقيطا، وبعدها تم اعتماد خروج المغلوب.
وضمت لائحة المنتخبات المشاركة في هذه النسخة، البلدان التي بدأت هذه المسابقة و التي أصبحت معروفة بتواجدها، فبالإضافة إلى منتخب المغرب، شاركت كل من، غينيا، مصر، إثيوبيا، أوغندا، نيجيريا و السودان وزائير(الكونغو الشعبية).
وضعت القرعة المنتخب الوطني المغربي بالمجموعة الثانية، مع كل من السودان و زايير ثم نيجيريا، في نسخة مشابهة لنسخة الكاميرون مع تغيير نجيريا بالكونغو الديمقراطية، حيث بدأ مشوار أسود الأطلس بالتعادل 2-2 مع السودان( أحد أهم المنتخبات التي أسست المسابقة إلى جانب مصر)، ثم الفوز 1-0 على حامل اللقب زائير، تلاه فوز آخر على نيجيريا 3-1، ليتأهل منتخب المغرب إلى الدور الأخير (بطولة مصغرة)، النظام الذي تم تطبيقه في هذه النسخة بتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى دور أخير تلتقي فيه الفرق الأربعة مع بعضها بنظام الدوري.
حقق المنتخب الوطني المغربي في الدور الأخير فوزين متتاليين بنفس النتيجة 2-1 على كل من المنتخب المصري العنيد ونيجيريا، ليلتقي الأسود في المباراة الأخيرة مع صاحبة المركز الثاني غينيا في المباراة الأخيرة، و التي كانت تضم أحد أفضل و أقوى الأجيال في تاريخها، إلا أن المغرب يملك مصيره بنفسه وأمام خيارين، الفوز أو التعادل من أجل حمل اللقب الأول في تاريخه.
أظهر منتخب غينيا عنادا كبيرا وقوة كبيرة أمام المغرب، إلا أن عزم الأسود على التتويج كان أقوى، ليسجل أحمد مكروح “بابا” هدفا قبل النهاية بأربع دقائق ليفرض على الغينيين التعادل 1-1، ويحمل المغرب أول ألقابه في كأس الأمم الإفريقية ، تحت قيادة الروماني فيرجيل مارداريسكو، وإلى الآن لم يتكرر هذا الإنجاز.
فهل تبنسم لنا ساحل العاج؟ أم ننتظرها بأرض المرابطين؟ ام يطول الانتظار؟