يتواجد المغربي أشرف حكيمي لاعب فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، ضمن الأسماء الثلاثة التي تنافس على نيل جائزة الأسد الأفريقي لهذا العام، رغم ما رافق العملية من لغط وجدل كبير، بسبب إبعاد كل من الحارس ياسين بونو المغربي و رياض محرز الجزائري، وتواجد المصري محمد صلاح، إلا أن الإتحاد الأفريقي لكرة القدم أعطى أملا كبيرا ليحمل فتى المغرب الذهبي أشرف حكيمي خامس كرة ذهبية أفريقية من قلب عاصمة المرابطين مراكش_اذا ما التزم الكاف الموضوعية_ فحكيمي هو أحد ابرز المرشحين للتتويج بجائزة أفضل لاعب أفريقي، للمرة الأولى في مسيرته وذلك بعد تألقه اللافت في الموسم الماضي، لما قدمه مع المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر، و مع فريقه باريس سان جيرمان الفرنسي.
واستحق حكيمي التواجد في القائمة المختصرة التي أعلن عنها “كاف” لنيل الجائزة، بعدما استطاع حكيمي قيادة المنتخب المغربي لاحتلال المركز الرابع في بطولة كأس العالم التي أقيمت في قطر بنهاية العام الماضي، حيث كانت هذه هي أول مرة يصل فيها منتخب عربي وأفريقي للدور قبل النهائي، و المساهمة في تتويج باريس سان جيرمان بالدوري الفرنسي، بحيث إن اللاعب المغربي يتفوق على فيكتور أوسيمين و محمد صلاح بكل واقعية و موضوعية، و عدم تتويجه بها على أرض المغرب ستكون لا محال مهزلة تاريخية وظلم كبير، سيفقد الكاف مصداقيته كثيرا، وسيضع الجنوب أفريقي موتسيبي على المحك.
ويعتبر أسطورة كرة القدم المغربية في السبعينات و الثمانينات من القرن الماضي، أحمد فرس أول لاعب مغربي يفوز بالكرة الذهبية الإفريقية التي كانت تقدم حينها من مجلة فرانس فوت بول الفرنسية، قبل أن يتم تغيير ذلك ويحصل الإتحاد الأفريقي لكرة القدم على شرف تسليمها لأحسن لاعب بالقارة، وعبر التاريخ توج بها أربعة لاعبين، وهما بالإضافة إلى أحمد فرس، محمد التيمومي و بادو الزاكي وأخيرا مصطفى حجي، وقد نالت أندية شباب المحمدية و الجيش الملكي شرف التواجد بلاعبيها ضمن الأندية الأفريقية التي قدمت جواهر التتويج القاري للمغرب.
ولد أحمد فرس بمدينة الزهور المحمدية في 7 دجنبر من العام 1946، ليبدأ مسيرته مع فريقه الأم الشباب و يلعب لها طوال مسيرته الكروية، رغم العروض الكثيرة التي كانت تتقاطر عليه من أندية أوروبا و أمريكا، حيث تلقى عرضا من ريال مدريدالإسباني وكوسموس الأمريكي من أجل التعاقد معه، لكنه فضل البقاء في فريقه الأم الشباب، ويضيع على نفسه اللعب خارج المغرب و تحقيق أرقام و جوائز أخرى قد تجعل منه أحد أساطير الكرة الإفريقية كما حدث مع لاعبين آخرين من بلدان الكاميرون و غينيا و ليبيريا و نجيريا وغيرها.
ويملك أحمد فرس العديد من الإنجازات مع المنتخب المغربي من بينها الظهور لأول مرة في كأس العالم سنة 1970، والفوز بالكأس الإفريقية سنة 1976 والحصول على الكرة الذهبية في نفس السنة، ويُعتبر هداف المنتخب المغربي على مر العصور بـ36 هدف، حيث إن ابن مدينة الزهور أول مغربي يتوج بالكرة الذهبية، في نسختها السادسة، سنة 1975، وكان وقتها لاعبا لفريق شباب المحمدية، وأبرز لاعب في تشكيلة المنتخب الوطني المغربي، بعدما تفوق على أسطورة الكاميرون روجي ميلا الذي توج بها في العام 1976، و الغيني مامادو عليو كيتا، لاعب حافيا كوناكري الغيني، والغريب في الأمر أن أغلب المرشحين و الحاصلين عليها ينتمون إلى أندية القارة الأفريقية، وبعدها يدخلون عالم الاحتراف في القارة الأوروبية، عكس ما يحدث في الوقت الحالي.
ولعب فَرس مع شباب المحمدية بين عامي 1965 و1982، وفاز بلقب الدوري المغربي في عام 1981 وحصلَ على لقب هداف الدوري عامي 1969 و1973. واعتزل في 1982، بعد أن أمضى 17 عامًا مع النادي، وكانت أول مشاركة له مع المنتخب المغربي في موسم 1965/1966 إذ استُدعِيَ لمرافقة منتخب الأمل إلى الجزائر لإجراء لقاء ودي معه، وبعد أسبوع أو أسبوعين لعب أول مباراة دولية مع الفريق الوطني الأول ضد سويسرا في مباراة ودية.
وحقق فرس العديد من الإنجازات مع المنتخب الوطني المغربي، و الفردية في الدوري المغربي، حيث توج بكأس أمم أفريقيا في العام 1976، ثم دورة الألعاب العربية 1976، و هو العام الذي شهد حصوله على جائزة الكرة الذهبية الأفريقية سنة 1975 كأول لاعب مغربي يفوز بها، كما يعتبر فرس الهداف التاريخي للمنتخب المغربي على مر العصور بـ36 هدفًا، كما فاز أيضا بلقب هداف البطولة المغربية سنوات 1969 و1973 برصيد 16 هدفًا في كل مرة، بالإضافة إلى ذلك الهداف التاريخي للمنتخب المغربي في كؤوس أفريقيا برصيد 6 أهداف في 12 مباراة، وهداف دوري القنيطرة بسوريا مع المنتخب المغربي بـرصيد 7 أهداف، وهداف المنتخب المغربي في أولمبياد ميونخ 1972 برصيد 3 أهداف، كما نال أيضا جائزة أفضل لاعب في كأس أمم أفريقيا سنة 1976.
كما وصلت عدد مبارياته مع المنتخب المغربي في 14 مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 1970 و1974 و1978 وتسجيل 6 أهداف، ليبقى واحدا من أبرز لاعبي المغرب وصناع إنجازات أسود الأطلس في القارة الأفريقية و كأس العالم.
