في خضم هذا السجال الدائر حول أحقية الأسماء التي تم اختيارها من الإتحاد الأفريقي لكرة القدم، من أجل المنافسة على جائزة الأسد الأفريقي لعام 2023، بعدما تم إختيار كل من الدولي المغربي أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان ثم المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، بالإضافة إلى النيجيري اوسمين، بعدما توقع الكثيرون تواجد حارس المنتخب الوطني المغربي و الهلال السعودي ياسين بونو مع رياض محرز الجزائري مهاجم الأهلي السعودي،وهما الأحق في نظر الكثيرين، لما أظهراه من قوة الحضور في تتويجات أنديتهما إشبيلية الإسباني و مانشيستر سيتي الإنجليزي.
فحارس المغرب ياسين بونو قاد إشبيلية الإسباني للفوز بلقب الدوري الأوروبي، وحمل الفريق الأندلسي على كتفيه وحماه من السقوط حتى توج بطلا لبطولة يهوها ويعشقها، من قلب مخالب ذئاب روما، في ليلة عريسها المغربي الآخر يوسف النصيري الذي بات خارج المنافسة على أي لقب وهو الذي قدم مونديالا تاريخيا رفقة قفازات بونو في دوحة الخير بقطر، خروج مغربي من المنافسة على الأسد الإفريقي ظلم كبير في حق ياسين و يوسف و الكرة المغربية، ولو أن المغربي أشرف حكيمي يحمل كل الآمال لحمل خامس كرة ذهبية في قلب عاصمة المرابطين مراكش.
واذا ظلم بونو و النصيري، فالأكيد بأن نجم الكرة الجزائرية و مانشيستر سيتي الإنجليزي رياض محرز لم يسلم بدوره من جفاء الإتحاد الأفريقي لكرة القدم الكاف، بعدما أبعده من سباق حمل الكرة الذهبية، وأحل محله الدولي المصري محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي، في موسم للنسيان مع الفراعنة والريدز، وعلى العكس من ذلك تماما، فمحارب الصحراء ساهم بشكل وافر في تتويج السيتي بلقب الدوري الإنجليزي و دوري أبطال أوروبا وكأس إنجلترا، الأمر الذي جعل عدم تواجده مع ثلاثي المنافسة يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى مصداقية و معايير الإتحاد الأفريقي في اختيار الأفضل على صعيد القارة الأفريقية العامرة بالموهبة و المواهب من كل الجنسيات.
نستحضر دروس التواضع ورفعة والأخلاق من لدن لاعبين عالميين كبار الذين يعتبرون أساطير الكرة وأساتذة الكرة داخل الملعب وخارجه نستحضر تصريحات البرتغالي الأسطورة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي الأرجنتيني، ثم رونالدو رونالدينيو البرازيليان إبان تنافسهما الشريف حول الكرة الذهبية العالمية ومن الأحق بها في حقبة ما، فكلاهما فضل الآخر على نفسه في الأجذر بها، ولم يظهرا حقدا دفينا لكلاهما وإن كان كلاهما يفضل نفسه على الآخر في قرارة نفسه، ولكن بتصريحاتهما الدبلوماسية المتوازنة يرميان الكرة لأهل الاختصاص دون ادنى تشويش، وهو ما لم يحصل مع الجزائري رياض محرز الذي بدأ الحرب الإعلامية قبل الدخول في صلب المعركة.
و مثل هذا التشويش أظنه هو الذي أثر على مجريات التتويج بأحسن لاعب أفريقي لهذا العام والذي تم من خلاله حرمان المرشح الأول رياض محرز لهذه الجائزة و كلف نفسه اقصاءه منها أيضا لينقلب السحر على الساحر، ويحرم من تتويج فردي لن يتكرر في مسيرته الاحترافية التي تشارف على النهاية بعد الرحيل صوب الدوري السعودي مع الأهلي.
وهذا ما أعتبره هزيمة مدوية له وانتصار لبلدنا ببقاء لاعب آخر، وهو أشرف حكيمي الذي لايقل أهمية عن الأول، حيث توج بلقب الدوري الفرنسي و شارك في ملحمة مونديال قطر مع أسود الأطلس، مع فوزه بلقب أفضل ظهير في الدوري الفرنسي أيضا، كلها أرقام تشفع له ليكون الأسد الخامس في تاريخ كرة القدم المغربية، ما لم يواصل الإتحاد الأفريقي عبثه و يمنحها للمهاجم النجيري اوسمين هداف إيطاليا و مهاجم نابولي الإيطالي بطل الكالتشيو.
ونتمنى أن يحمل أشرف الكرة الذهبية ويكون الفوز من نصيبه وبالتالي الفوز بهذه الجائزة التي غابت عن المغرب منذ سنة 1998، وأن لايحرم مجهود الإنجاز المونديالي التاريخي سدا بفعل تصريح غير مسؤول لصاحبه الذي لم نعتد على مثل خرجاته وأخلاقه وحبه لبلده الثاني المغرب كما إن ذلك لايجعلنا ننقص من مؤهلاته كلاعب كبير، لعب على أعلى مستوى في الدوري الإنجليزي.