عبد اللطيف ضمير يكتب.. المدافع ذو الأصول المغربية يونس قابول، و أطول مسلسل إقناع إنتهى بالفشل.

المغرب سبورت15 نوفمبر 2023
عبد اللطيف ضمير يكتب.. المدافع ذو الأصول المغربية يونس قابول، و أطول مسلسل إقناع إنتهى بالفشل.
المغرب سبورت

تابعت أخبار هذا اللاعب من الجرائد المكتوبة حينها لأنها كانت المصدر الوحيد الذي نتقفى منه الأخبار، كنا ننتظر قدومه كانتظار الهلال لمجرد أنه يلعب في توتنهام الإنجليزي و لاعبو المنتخب الوطني المغربي يلعبون في أندية الدرجة الثانية والثالثة والقليل ممن يلعبون في الدوري الفرنسي على أعلى مستوى، لكنه لم يأت رغم محاولات الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم معه، لإقناعه باللعب مع الأسود أكثر من مرة، إلا أنه فضل إنتظار دعوة المنتخب الفرنسي الذي لم يعره اهتمام، وتمت دعوته للأولمبي 19 مباراة و في خمس مناسبات فقط مع الأول سجل منها هدفا.
أول معرفتي باللاعب قابول تقرير مفصل أعدته جريدة “النهار المغربية”، أذكر ذلك جيدا قرأت الموضوع باهتمام كبير، وتناولت فيه 13 اسما رفضوا اللعب مع المنتخب الوطني المغربي حينها، أغلبهم من هولندا، لكني كنت أعرفهم منهم افلاي و بلحروز و العيساتي ووو وبعدها تابعت اخباره من “جريدة المنتخب” التي واكبت الملف كثيرا بكل تفاصيله الصغيرة والكبيرة، ملف قابول يشبه إلى حد ما ملف إبراهيم دياز مهاجم ريال مدريد الإسباني، إلاأن التعامل مع الملفين مختلف تماما، و الجامعة اليوم أقوى و أفضل من ذي قبل و كذلك المتتخب المغربي وحتى الوضع على مستوى البنيات التحتية ومركز التداريب و الملاعب في القارة الأفريقية.

يونس قابول مدافع أوسط ويلعب حتى ظهير أيسر، بدأت مسيرته الكروية مع نادي أوكسير الفرنسي في الفئات السنية منذ عام 2000 حتى عام 2004 ومنذ ذلك العام مثل الفريق الأول للنادي وحقق معهم كأس فرنسا حتى عام 2007.
انتقل لنادي توتنهام هوتسبر الإنجليزي ولعب معهم لموسم واحد فقط حقق فيه لقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة حتى، هذا الموسم فاتحته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أكثر من مرة لكنه ظل يدير ظهره للمغرب وقد تزامن ذلك مع ضعف كبير عاشه المتتخب بعد الخروج من كأس العالم و بعده كارثة كأس الأمم الإفريقية في مصر و غانا و احباط مونديال جنوب أفريقيا وكأس أفريقيا في أنغولا.
تلك الفترة التي هزمنا فيها من قبل منتخبات مغمورة وأخرى كبيرة وسعدنا بهدف من مشجع فاسي في مباراة الكاميرون رغم علمنا بأنه هدف لا شرعية له، لكن قيمته المعنوية كانت أقوى بعد كل الانكسارات، بعد تركيبة رباعية مغربية و مدربين إنتهى مسارهم التدربي ولاعبين من بطولة مغربية ضعيفة مع محترفين من بطولات خليجية معدومة و محترفين من الطابور الثالث و الرابع، كانت الجامعة تحاول أن تقنع الكثير من المواهب في هولندا و فرنسا لكنها فشلت، ولربما كان الاستثناء الوحيد نورالدين أمرابط الذي اختار منتخب المغرب في أوج عطاءه، فيما أسماء أخرى لم ترغب في ذلك.
انتقل قابول لنادي بورتسموث الإنجليزي في عام 2008 ثم عاد إلى توتنهام هوتسبر قي النتقالات الشتوية من عام 2010، وعادت الجامعة مرة أخرى للحديث مع اللاعب لكن دون جدوى، وقرر اللعب مع فرنسا التي لم يكن حالها أفضل من حالنا بعد فضيحة كأس العالم بجنوب أفريقيا و الزلزال الذي هز عش الديوك، صراعات وخروج من الباب الخلفي للمونديال وهم القادمون من الوصافة، وينتهي حلم إقناع اللاعب الذي تخلت عنه فرنسا بعد مباريات قليلة لم تتجاوز خمسة، ومعها بدأت مسيرته بالتراجع، لعب بعد توتنهام مع ساندرلاند و واتفورد حتى العام 2018.
بعد وصافة 2004 التاريخية في كأس الأمم الإفريقية بتونس، تراجع المنتخب بشكل رهيب، في اعتقادي السبب سوء تدبير المرحلة، أغلب اللاعبين على أعتاب الاعتزال ولم يتم تجهيز الخلف أو وضع دائرة مكونة من 50 لاعب أو أكثر يشكلون محور و عصب المتتخب، فلم نجد بديل النيبت و السفري و طلال و قيسي و وادو و بدر القادوري و وليد الركراكي…
الأمر مختلف اليوم في المنتخب مشروع وليد و الطاقم التقني و مدرب الأولمبي هو وضع دائرة لاعبين يتم تجهيزهم بشكل دائم للتواجد مع المنتخب الوطني المغربي الأول كبدلاء و مع الأولمبي كلاعبي خبرة، واتضح ذلك من خلال غياب بعض العناصر وتم تحديد خلفها من الأولمبي دون التفكير في لاعب آخر، بديل يعرف الأجواء و اللاعبين وطريقة لعب المدرب….

عبد اللطيف ضمير “من الذاكرة”.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: المحتوى محمي من النسخ !!