انتقال الأسطورة من الأدب إلى المدرجات: استحضار أسطورة طائر الفينيق في تيفو الوينرز.
لم أتمالك نفسي لمّا رأيت اللوحة الفنية الأولى التي رفعها فصيل الوينرز في مباراة اليوم، أحسست بالانبهار والدهشة، حيث عهدت أن أجد أسطورة طائر الفينيق أو العنقاء أو الرّخ في المدونات الشعرية والنصوص النثرية الأدبية والفلسفية، والحكايات الشعبية العجيبة، مثل ألف ليلة وليلة ومغامرات سندباد، واندهشت من حضورها في المدرجات، استحضار يؤكد العمق الفكري والثقافي والفلسفي الذي تمتلكه فصائل كرة القدم عامة، وفصيل الوينرز خاصة، تيفو خلق استجابات بليغة استهوائية ومؤثرة، ويؤكد أن الألتراس تمتلك خطابات تستحق التأمل والتفكير والدراسة.
انتقال أسطورة طائر الفينيق من الأدب إلى المدرجات إقرار تام بالقوة البلاغية البليغة لفصيل الوينرز، ومأثور في الكتابات والمدونات أنه طائر خرافي مذكور في الأساطير الشعبية العالمية، وهو طائر معروف الاسم ومجهول الجسم، كان يسكن في الجنة، ولمّا أخرج نوح وحواء، قرر الحارس غلقها، فأراد الطائر منعه، فاحترق وانبعث من جديد. ومدلول الفينيق “الفينيكس” هو الانبعاث، أو العودة من الموت، نعت أطلق على الفينيقيين سكان ساحل سورية، فهو الطائر “المنبعث من الرماد حياً”، وكان الفينيق عقيدة لدى كنعان، حيث كانوا مؤمنين بالانبعاث من الموت، ومن عقائدهم التضحية بالمولود الصغير والبكر على رجاء القيامة، ويرمز طائر العنقاء إلى الحياة والقوة والتجدد والانبعاث والاندفاع، والخلود والأمل، والنور والإشراق الدائم.
استحضر الفصيل طائر الفينيق كفعل أمرٍ للاعبين بغية استحضار عقيدة نادي الوداد الرياضي، الظاهرة في روح العائلة الكبيرة ورفع التحدي والمقاومة والنضال، وعدم الاستسلام والتضحية والفداء وتبليل القميص، دلالات كثيرة كلها أفعال أمر، يمكن صياغتها كالآتي، انبعثوا، وانفضوا عنكم الخمول، واستيقظوا وتحركوا، وقاتلوا، ويمكن حمل التيفو على معنى الخلود للنادي الأكثر شعبية في المغرب والأكثر حصولا على الألقاب، احتفالا بذكرى ميلاده السادسة والثمانين، أشياء كثيرة يضمرها التيفو، خلاصتها أن إبداعات الوينرز ينبغي أن تدرس.
قد نحترق ولكن نحن على يقين أننا سننبعث من جديد، بروح جديدة وتحديات جديدة، وعاش نادي الوداد الرياضي ❤️❤️
وقادرين نجيبوا التأهل إن شاء الله من جنوب إفريقيا 🙏
جعفر لعزيز
