بينما كانت جماهير كرة القدم المغربية والعالمية تنتظر انتقال النجم الدولي المغربي عز الدين أوناحي إلى أحد الفرق الكبيرة في إنجلترا أو إسبانيا أو إيطاليا، أعلن مارسيليا الفرنسي ضم اللاعب من أنجي مقابل 10 ملايين يورو وبعقد يمتد حتى 2027، ما خلق جدلا واسعا في اوساط المتابعين والمهتمين بالشأن الكروي بالمغرب.
وتصف صحيفة “ماركا” (MARCA) الإسبانية نجاح مارسيليا في ضم أوناحي بأنه “تحفة في العمل الإداري” و”صفقة الميركاتو الشتوي”.
ونقل تقرير “ماركا” عن مصادر في النادي الفرنسي قولهم إن “الانتقال كان مفاجئا للجميع، ولكننا في مارسيليا كنا نعمل بجد وجهد لضم اللاعب حتى قبل تفجر موهبته في كأس العالم، وبعد البطولة كثفنا جهودنا وتفوقنا على فرق كبيرة كانت تخطب وده”.
وبعد كأس العالم بدأ مارسيليا في تسريع خطواته لضم اللاعب ولكن أداءه في البطولة وتسليط الأضواء عليه زادا الطلب على التعاقد معه، ولذلك اعتمد النادي الفرنسي سياسة الهدوء وتمرير فترة ما بعد كأس العالم، لأن الفريق كان قد قطع بالفعل نصف الطريق للتعاقد مع اللاعب، وبعد ذلك أعاد تشغيل محركات الصفقة عندما أصبح كل شيء طبيعيا، ودفعوا 8 ملايين يورو إضافة إلى مليونين كمتغيرات، حسب “ماركا”.
وتتابع الصحيفة أن اللاعب “أحد النجوم الصاعدة وأحد أفضل اللاعبين في مونديال قطر، واستطاع مارسيليا في عمل كبير بعد المونديال إقناع أوناحي (مواليد عام 2000) رغم ارتباط اللاعب بالانتقال إلى كبار أوروبا”.
ورافق إعلان نادي مارسيليا الفرنسي، تعاقده مع الدولي المغربي “عز الدين أوناحي”، خريج أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، جدل واسع بين معتبر أن هذه الصفقة لا تليق والمستويات العالية التي بصم عليها ابن “كازا” رفقة الأسود في مونديال قطر الأخير، وبين من رأى أنها فرصة لتطوير قدراته ومهاراته، في أفق الانتقال إلى فريق أفضل.
وفي ذات الصدد، اعتبر عدد كبير من المتابعين، أن أندية أوروبية لا تزال تنظر إلى اللاعب العربي عموما والمغربي على وجه التحديد، بنظرة دونية، موضحين أن “أوناحي” كان يستحق فرصة أفضل، في إشارة واضحة إلى هزالة قيمة تعاقده مع مارسيليا الفرنسي (10 ملايين يورو)، وأيضا مدة هذا العقد (4.5 سنوات).
واستغرب ذات المتابعين، كيف أن لاعبين أقل مستوى من “أوناحي”، لم يبلغوا ما بلغه من سمو ورفعة في مونديال قطر الأخير، وقعوا على تعاقدات كبرى، مع أندية أفضل بكثير من مارسيليا، و بمبالغ مالية تفوق ضعف ما حصل عليه خريج أكاديمية محمد السادس، لا لسبب غير أنهم من عرق أوروبي أو لاتيني، والأمثلة على ذلك كثيرة.
وفي مقابل ذلك، رأى البعض الآخر من المتابعين، أن هذه الصفقة التي وقع عليها “أوناحي” مع مارسيليا الفرنسي، تبقى جيدة، بالنظر إلى صغر سنه (22 سنة)، موضحين أنها فرصة ذهبية لتطوير مستواه ومهاراته، داخل بطولة يعرف عنها الشيء الكثير، مشيرين أن قيمة هذه الصفقة تبقى منطقية، سيما أن اللاعب انتقل إلى صفوف “أونجي” بمبلغ مالي هزيل لم يتجاوز آنذاك 100 مليون سنتيم مغربي.
وكانت لدى أوناحي قائمة خيارات كبيرة في البداية، ولكن مع ابتعاد فرق البريميرليغ اضطر إلى اختيار إيطاليا أو فرنسا وكان الخيار صعبا.
ويوضح المصدر أنه “اختار الاستمرار في الدوري الفرنسي، لا يزال في الـ22 من عمره ولديه مستقبل رائع وأمامه الكثير، لكنه يريد خطوات قصيرة وحازمة، أخبروه (الذين يثق بهم من اللاعبين السابقين) أن إنجلترا ليست مكانه في الوقت الحالي بسبب لياقته البدنية وبنيته الضعيفة، وقد لا يستطيع البروز هناك، ولديه الكثير من التفاصيل التي يجب العمل عليها وتطويرها، فيما كان هناك حجر عثرة في إيطاليا بسبب أمور مجتمعية، وأثر هذان العاملان على قرار النجم الشاب، وخلال هذه الفترة الضبابية دخل مارسيليا على الخط وحسم الصفقة، كان مكانه في فرنسا”.
وتألق أوناحي بشكل لافت مع منتخب المغرب في مونديال قطر، وكان مرشحا لجائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.