تحدث المدرب الفرنسي المخضرم الفرنسي فيليب تروسيه، المدرب السابق لمجموعة من المنتخبات والأندية، بينها المنتخب الوطني الأول لكرة القدم في حوار خاص مع “العربي الجديد”، عن أهم النقاط التي تخص المنتخب المغربي في الفترة الحالية، قبل أشهر من مشاركة رفاق أشرف حكيمي في “مونديال” قطر، مشيراً إلى أن العناصر المغربية قادرة على تحقيق التأهل إلى الدور الثاني عن المجموعة الرابعة، التي تضم كذلك بلجيكا وكرواتيا وكندا. وهذا ما قاله تروسيه في حواره الخاص مع “العربي الجديد”.
نعم، لقد تابعت بعض الأخبار والمباريات المهمة، وتابعت تأهلهم إلى “مونديال” قطر، لقد حققوا نتائج إيجابية في مشوار التصفيات ليستحقوا التأهل عن جدارة واستحقاق، وهذا عامل إيجابي لهذه المجموعة الشابة التي تضم أسماء جيدة تُقدم أفضل العروض مع أكبر الأندية الأوروبية، وهكذا عهدنا المنتخب المغربي منذ سنوات على مستوى الزاد البشري.
القرعة وضعتهم في مجموعة ليست سهلة، إلى جانب بلجيكا وكرواتيا وكندا، لكن لا يجب أن ننسى أننا نتحدث عن كأس العالم، أكبر مسابقة كروية في الكون، ولابد أن تُواجه منتخبات قوية، أنا متفائل كثيراً بالمنتخب المغربي لانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني عن هذه المجموعة، لأن هناك عاملاً إيجابياً لـ”أسود الأطلس”، وهو أن عدداً من اللاعبين ترعرعوا في بلجيكا ويعرفون “الشياطين الحمر”، كما أن مواجهة كرواتيا سيدخلها المغاربة الند للند كما عودونا أمام أكبر المنتخبات، وشاهدنا ذلك في “المونديال” الماضي بروسيا، أضف على ذلك لقاء كندا الذي سيكون فيه الكثير من التكافؤ، وهذه المعطيات تجعلني متفائلاً بالأسود.
وبخصوص غياب حكيم زياش عن المنتخب الوطني قال المدرب الفرنسي : “لا يختلف اثنان حول مهارة زياش كونه من أفضل اللاعبين المغاربة في أوروبا، لكن نظرة أي شخص من خارج المنتخب ومحيطه ليست هي نفس النظرة التي يمتلكها المدرب، علينا أن نعلم جميعاً بأن المدربين في العالم دائماً يبحثون عن أبرز اللاعبين، ولا يُمكن أن يُفرط في لاعب سيُساعده، لكن جل المدربين يُحاولون حماية المجموعة والتركيز على التلاحم بين جميع لاعبي الفريق، أنا لا أعلم أصل الخلاف بين زياش وخليلوزيتش، لكن أنا متأكد من كون المدرب دائماً لا يبحث عن ما قد يُضيع عليه اللعب كفريق واحد” .
وعن استعداد الجامعة الملكية لفك ارتباطها بالمدرب البوسني
قال “أنا لا علم لي بالموضوع بكل صراحة، لكن في كرة القدم تعلمنا شيئاً واحداً مهماً للغاية وهو أن المدرب يتم تغييره عندما يحصد مجموعة من الهزائم أو لا يُحقق الأهداف التي يتضمنها العقد الذي يجمعه بالنادي أو المنتخب، وبالنسبة للبوسني وحيد خليلوزيتش أرى أنه حقق نتائج إيجابية، وضمن التأهل لـ”المونديال”، إذن ليس هناك سبب لإقالته خاصة وأن كأس العالم لم يتبق على انطلاقته سوى فترة قصيرة، كما أؤكد أنني لا أعلم ما سبب الخلاف بينه وبين مسؤولي المنتخب، ولماذا تتردد أخبار عن إمكانية إقالته، هذه الأمور تبقى بمثابة “الكواليس” التي لا يعلمها إلا المقربون.
ووجه المدرب السابق للفتح الرباطي رسالة للاعبي المنتخب الوطني الأول جاء فيها ” أتمنى التوفيق في نهائيات كأس العالم قطر 2022، كما أقول لهم أن حظوظهم قوية في تحقيق التأهل، ونتمنى أن يحققوا الأهداف المنشودة، وإسعاد الجماهير التي ستُتابع منتخب بلادها وتُسانده بقوة، خاصة وأن “المونديال” سيُنظم بقطر والجماهير المغربية شغوفة بكرة القدم” .
يذكر أن تروسيه، صاحب الـ67 سنة، يعتبر من أبرز المدربين الذين خاضوا تجارب عديدة في بلدان مختلفة داخل القارة السمراء وخارجها خلال السنوات الماضية، كما سبق وأن أشرف على تدريب المنتخب المغربي الأول سنة 2005 لفترة قصيرة لم تتجاوز الشهرين، قبل أن ينفصل عنه أسابيع قليلة على انطلاقة كأس أمم أفريقيا في مصر مطلع عام 2006.