تواجه القنوات الوطنية المغربية، وباقي الإذاعات المسموعة “الراديو”، موجة سخرية عارمة من طرف الجماهير المغربية، بعدما عجزت عجزا كبيرا على مجاراة نظيرتها المصرية، سواء من حيث القدرة على نقل الأحداث أو التحليل الرياضي لتظاهرة من حجم كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم بالكاميرون.
وتفاعلت الجماهير المغربية بشكل كبير جدا مع ما يقدمه الإعلام المصري والتونسي وحتى الجزائري، وعبرت عن سخطها الكبير من الطريقة التي يعامل بها أسود الأطلس من طرف هذه الأجهزة، التي لا تقدم أي إضافة وتنتظر سقوط المنتخب الوطني المغربي من أجل الخروج وإظهار عضلاتهم في الانتقادات الفارغة.
وكتب العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحاتهم على الفايسبوك، تدوينات لاذعة للقنوات المغربية والمحللين والنقاد المغاربة.
وكتب المدون والأستاذ عبد اللطيف ضمير على صفحته على فايسبوك يقول:
كثيرا ما نتابع باهتمام كبير التحليل الرياضي لكل مباريات العالم، وفي كل التظاهرات تقريبا، سواء في باقات قنوات قطر، أو مصر و تونس، ثم الجيران الجزائر.
وأضاف: “صراحة لا مجال للمقارنة بين التحليل الرياضي التونسي والمصري أو حتى الجزائري بما هو مغربي، وأغلب المغاربة يتابعون ما يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي وقنوات هذه البلدان، ولهم الحق في ذلك لأن ما يقدم هنا لا يرقى ليكون منتوجا قابلا للاستهلاك”.
وواصل:”جل المنابر الإعلامية الوطنية المغربية تقدم محتوى لا يليق وحدث إفريقي كبير، فتجد أن هذه القنوات غارقة في إعادة المباريات أو نقل أشياء كثيرة لا أعلم من يستطيع متابعتها”.
وتابع :”حتى بعض الإذاعات المسموعة التي كنا نتوسم فيها خيرا لتكون بديلا، سقطت في الهفوة نفسها، فتجد محدودية للمحلل المغربي وعدم قدرته على جمع وفحص المعلومات وإعطاء رأيه حول موضوع معين، بل إن إذاعة مشهورة يوم مباراة مالاوي، تجهل حضور حكيمي من غيابه عن المباراة”.
وأكد:”الله العظيم عندما أتابع هذه الأيام الإعلام المصري أجدني بدون شعور أهيم في طريقة تحليلهم للمنتخب الوطني المغربي والموضوعية الكبيرة التي يمتازون بها مع افتخارهم بوطنهم ومنتخبهم، وهذا من حقهم، وهذا راجع أساسا إلى التكوين الإعلامي العالي والمستوى الدراسي الجيد الذي يتوفر في كل مقدم برنامج أو محلل أو لاعب سابق يحلل ويناقش، وكثيرا ما أنسى بأن جل المحللين المصريين كانوا بالأصل لاعبين”.
وختم:”هناك ظاهرة سوداء بالإعلام المغربي وهي تبعيته لما يروج في الفيسبوك فلا أحد يكلف نفسه عناء البحث عن المعلومة الملقاة أصلا على طرقات كثيرة ومتوفرة بشكل كبير( لا يجب ان نتحدث عن قوة المغرب قد يسمعنا المصريون وووو)، لا أعتقد بأن المصريين سينتظرون تحليلكم حتى يتبينوا الخيط الأحمر من الأخضر”.
كما وجه نقده لبعض النقاد:”أما البعض ممن يطلقون على أنفسهم نقاد الكرة أو الرياضة فهم مع الريح إن هي مالت مالوا حيث تميل، أو يتبعون حالف تعرف، أو يمشون عكس التيار و أهواء المتابعين، بعيدا عن المفهوم العميق لما يسمى بالنقد الرياضي”.
وبدوره المحلل منصف اليازغي المشهور كتب عبر تدوينة له على صفحته التي يتابعها الكثيرون، والتي جاء فيها:
تحاليل مصرية….ونباهة تونسية…!
بكل روح رياضية…نجح الإعلام المرئي المصري في تقديم تحليل دقيق بمستوى عال جدا لنقاط وقوة ضعف منتخب المغرب.
الأمر بلغ حد تفكيك أداء كل لاعب على حدى وتبيان الفراغات التي يتركها حكيمي وكيفية استغلال رواق ماسينا..وأهمية لمرابط وكيفية إيقافه…وضرورة دفع بوفال خارج مستطيل العمليات..ومن هو الثالوث الخطير في منتخب المغرب …كل ذلك عبر شاشات تفاعلية فككت منتخب المغرب بإحصائيات تطلبت مجهودا بحثيا.
بعيدا عن رغبة كل طرف في الفوز غدا بالمباراة…أرفع القبعة عاليا للإعلام المصري على أدائه العالي….صحيح اني كنت دائما متوجسا من تجييشه للجمهور وخلق أساطير حول مباريات انديته ومنتخبه أمام المغرب إلى حد لا يقبله العقل… وتبعيته التي لا تخفى على احد لمراكز قوى سياسية واقتصادية…لكن في جانب التحليل التقني أعترف له بالحرفية والاجتهاد…..وهو في ذلك يتساوى مع الإعلام التونسي الذي نجح بدوره في نقل تفاصيل أخرى من الكان بعيدا عن أجواء نسور قرطاج…خصوصا عندما اختار بشكل مباشر متابعة أجواء متابعة عائلة وجيران اللاعب أبوبكار لمباراة الكامرون وجزر القمر.