المغرب سبورت – ضمير عبد اللطيف:
لاشك ان التحليل الرياضي للمباريات عبر مختلف الدوريات العالمية أخد مكانة متميزة واضحى ضرورة لا مفرة منها من أجل تقريب المتابع الرياضي من عالم الرياضة العالمية بمختلف انواعها ومجالاتها.
والتحليل في الأدب هو تفتيت الظاهرة ودراستها دراسة علمية حديثة تهدف إلى إيجاد طرق مختلفة لتقريب المتلقي من جميع حيثيات الموضوع أو الظاهرة المدروسة، فكل ما وجد يجب ان يدرس أو بمعنى آخر يجب اخضاعه للشك والتفتيت من أجل استنبات أفكار جديدة في الموضوع المدروس.
وكأي متابع مغربي لما يجري في الساحة الرياضية العالمية والمحلية المغربية بشكل خاص ودقيق، أعتقد بأن التحليل الفني للرياضة عموما ما يزال ينقصه الكثير، لكي نتحدث عن تحليل فني يليق والمستوى العربي والعالمي الراقي، أنا لا أنكر أن هناك كفاءات مغربية في التحليل، ولكن ما يعاب عليها هو غياب الطابع العلمي وقوة الحضور الشخصي المدعوم برأي شخصي قوي وفعال، وإلا فسنسقط في وصف الظاهرة، أي أننا نرد البضاعة كما هي ولانظيف إليها أي جديد وهده هي المشكلة، فجل من أوكلت لهم مهام التحليل الفني ليس لديهم دراية كاملة ونظرة علمية بطرق التحليل الفني، لذلك نجد ان اغلب المحللين يعتمدون أساليب وصفية ركيكة للغاية ، لا تتجاوز في الغالب جوانب بسيطة في المباراة أو الظاهرة الرياضية المراد دراستها، فبعض المحللين أو كما أريد لهم ذلك لا يفقهون في التحليل شيئا ولم يدرسوا بعد التحليل الفني وأساليبه العلمية، هذا مع وجود استثناءات قليلة معدودة على رؤوس الأصابع لربما طورت نفسها بنفسها، وأخص بالذكر المحلل الفني فؤاد الصحابي وسهيل، بالإضافة إلى كل من يوسف شيبو وسعيد شيبا والعداء العالمي سعيد اعويطة…وما دون هده الأسماء فلا أعتقد بأننا نمتلك محلليين بحنكة وشخصية قوية تستطيع تقديم الجديد للمتتبع الرياضي ، بالعودة إلى الأسماء التي ذكرتها سابقاً وهي التي تصنع الحدث سواء بقنواتنا الوطنية المتواضعة أو بقنوات الخليج العربي الاحترافية، نجدها قد رسمت مسار نفسها خارج المغرب ، سواء بقطر أو الإمارات العربية المتحدة، وهذا ما يجعلنا نتساءل دوما هل نحتاج إلى الآخر لكي نبرز مؤهلاتنا؟ ، فالدول العربية الرائدة في مجال الصحافة والإعلام لا تعتمد على الاعتباطية في اختيار المحللين، ولا تعتمد أشياء أخرى تجعل المجال في المغرب يعيش في ركوض تام ، بل تعتمد على الكفاءة المهنية والعلمية والثقافية، وهذا ما جعل في اعتقادي الشخصي بروز الأسماء التي ذكرت سلفاً، بالإضافة إلى القدر الكافي من الحرية الإعلامية التي تنعدم أو تكاد تكون ضعيفة للغاية بالمغرب. التحليل التقني و الفني للواقع الرياضي بالمغرب أعتقد أنه لا يرقى لمستوى التطلعات التي نسعى إليها ، بل على العكس من ذلك فهو يسير وفق ما يشتهيه المسؤولون عن الشأن الرياضي بالمغرب، وهذا ما يجعلنا أمام مشكلة حقيقية لا تتجاوز حدود الوصف، لأن الكل أتفق على أن الرياضة المغربية التي نراهن على عودتها قد ماتت لذلك لا أحد استطاع ان يأخذ الجرأة ويعطي تشريحا حقيقياً لما يجري، والحلول التي قد تعيد ماضينا من جديد، لذلك فإني أقول أن التحليل الرياضي بالمغرب في قفص الاتهام، ولابد أن يخرج ليحاكم.