عاد الوداد ليكتشف غمار منافسات عصبة الأبطال الإفريقية التي غاب عنها منذ النهائي التاريخي الذي جمعه بفريق الترجي التونسي، وحظي الفريق الأحمر بشرف تمثيل الكرة المغربية والدفاع عن سمعتها في هذه المسابقة القارية بفضل تتويجه بلقب البطولة الإحترافية في نسختها السابقة، ويحمل الجيل الحالي من اللاعبين على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن قميص الوداد في هذه المنافسة، وإعادة الفريق الأحمر للواجهة القارية من أوسع الأبواب، إذ لم يتبق من الجيل الذي بلغ النهائي أمام الفريق التونسي سوى المدافع يوسف رابح والمهاجم فابريس أونداما.
طوشاك راهن على الثوابت
غياب المعلومات الكافية عن فريق الجمارك، شكلت أول العقبات أمام الفريق الأحمر، هذا بالإضافة للغياب عن المنافسات الرسمية لحوالي ستة أسابيع، وبالتالي شكلت هذه المواجهة أمام الجمارك أول امتحان لقياس مدى جاهزية أصدقاء يوسف رابح لهذه الإستحقاقات المنتظرة، وكما كان متوقعا فإن المدرب طوشاك حافظ على أغلب الثوابت التي شكلت الدعامة الأساسية للفريق في النصف الأول من البطولة، حيث اعتمد على لعروبي في الحراسة، وفي الدفاع الرباعي، نوصير، الكردي، فال ورابح، في خط الوسط عاد أصباحي ليعوض العميد نقاش في حين حافظ السعيدي على مكانه في الإرتكاز، وأمامهما الكارتي لصناعة اللعب، وفي الرواقين هجهوج والحداد، كما ظهر الوافد الجديد السينغالي ابراهيما كيطا سوري كرأس حربة صريح.
سلاح الهجوم
وبهذه التركيبة البشرية يكون المدرب الويلزي قد كشف عن نواياه الحقيقية، من خلال اعتماده على الإمكانيات الذاتية لفريقه لحسم المباراة بالدارالبيضاء، فلا مجال بالنسبة له لتضييع الفرصة داخل القواعد ليقينه بصعوبة المهمة في الأدغال الإفريقية مهما كانت مؤهلات الخصم، ولتحقيق هذا الهدف المنشود راهن الطاقم التقني للوداد على سلاح الهجوم، والضغط منذ بداية المباراة بهدف إرباك الخصم وإرغامه على ارتكاب الأخطاء في منطقته.
فرص واضحة
وكما كان منتظرا فإن الخصم تراجع للوراء بتواجد خمسة مدافعين أمام الحارس إدريسا، لسد كل المنافذ وتقليص المساحات أمام مهاجمي الوداد، ورغم هذه الكثافة الدفاعية فإن ذلك لم يمنع أشبال طوشاك من المبادرة وخلق فرص واضحة للتسجيل كانت أولاها بواسطة سليمان كيتا في الدقيقة الخامسة تلتها تسديدة هجهوج في الدقيقة السابعة لم تمر بعيدا عن القائم، كما نشط الحداد في الجهة اليسرى وعذب دفاع النيجر بتسرباته ومراوغاته وكذا تمريراته التي كادت تعطي هدف السبق في الدقيقة 19.
الخصم يباغث بالمضاد
فريق الجمارك لم يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الضغط الأحمر القوي، بل إنه ظل يتحين الفرصة للإنقضاض ومباغثة الدفاع الودادي المتقدم نحو الوسط بهجومات مضادة سريعة كاد المهاجم زكاري يستغل إحداها في الدقيقة 25 حين انفرد بالحارس لعروبي لكن تسديدته افتقدت للقوة لتستقر في يد الحارس الودادي، هذه المحاولة أيقظت العناصر الودادية التي أيقنت بضرورة إلتزام الحيطة والحذر من الخصم، مع استغلال أفضل للفرص المتاحة.
هجهوج ينهي البياض
وبالفعل فقد كان رد مهاجمي الوداد قويا حين نجح هجهوج من تتويج هجوم منسق انطلق من المدافع رابح في اتجاه كيتا ثم السسعيدي الذي مرر في العمق ناحية هجهوج، هذا الأخير بتسديدة مركزة هزم الحارس إدريسا في الدقيقة 29، الهدف حرك كالعادة الجماهير الودادية التي ظلت تساند فريقها وتدفعه نحو الأمام منذ أن أعطى الحكم الجزائري فاروق حواسنية شارة انطلاق هذه القمة الإفريقية،ما أعطى شحنة معنوية للاعبين وحفزهم للبحث عن مزيد من الأهداف.
شوط ودادي بامتياز
الزوار اضطروا بدورهم للمناورة والبحث عن هدف التعادل بهجومات مضادة سريعة كان يقودها باقتدار المهاجم زكاري الذي استطاع الإفلات للمرة الثانية من رقابة المدافعين ليسقط داخل مربع العمليات مطالبا بضربة جزاء لكن الحكم الجزائري كان قريبا من العملية ولم يعلن عن أي شيء، وشهدت الدقائق الأخيرة من الشوط الأول ضياع بعض الفرص لفائدة المحليين أبرزها بواسطة الكارتي في الدقيقة 33، حيث تابع تسديدته تغالط إطار المرمى، ثم مقصية هجهوج في الدقيقة 35، وبهذا الإيقاع الذي فرضه فريق الوداد على خصمه إنتهت أطوار الشوط الأول بتفوق مغربي مستحق.
هدف الإطمئنان
شوط المدربين لم يختلف كثيرا عن سابقه،حيث حافظ الوداد على نهجه الهجومي، كما ظل يبني عملياته من الدفاع مع التركيز على السرعة في تنفيذ العمليات الهجومية بفضل انطلاقات الثنائي هجهوج وحداد التي أقلقت كثيرا راحة مدافعي النيجر، وعلى عكس الشوط الأول فإن الهدف لم يتأخر كثيرا، وحمل بصمة الحداد من تسديدة حول اتجاهها المدافع ياكوبو عبد الله نحو الشباك في الدقيقة 49، الهدف الثاني أعطى الإطمئنان أكثر للعناصر الودادية التي ظلت تبحث عن مزيد من الأهداف.
تغيييرات لمنح الإضافة
مع توالي الدقائق أخرج المدرب طوشاك باقي أوراقه الهجومية التي كان يخفيها بدكة البدلاء، وبادر بإقحام أوناجم مكان حداد ثم حسني كبديل للكارتي لإستغلال تمريراته الملمترية، وقبل نهاية المباراة بحوالي 15 دقيقة دفع بفابريس كبديل للهجهوج الذي بذل مجهودا بدنيا كبيرا، وهكذا ظلت السيطرة للفريق الأحمر مع تسجيل ضياع جملة من الفرص وذلك بفعل التسرع في أغلب الأحيان، الحكم الجزائري أضاف خمس دقائق من الوقت بدل الضائع تابع خلالها الوداد إهدار الفرص التي كانت ستمكنه من حسم التأهيل بالدارالبيضاء وتجنب حسابات الإياب الملغومة.