المغرب سبورت-ضمير عبد اللطيف ;
وكعادتي كل يوم أحاول تفقد الجرائد و الصحف المحلية والعالمية، علي أجد ما يفيدني ويزيدني مناعة في مجال واسع يصعب علينا الإحاطة به، وإذا بعيني قد رصدت مقالا بالفرنسية وبجانبه فيديو ، دفعني فضولي إلى قراءته وتصفحه، فإذا بي أفاجئ بمقال يخص لاعب منتخب السويد وفريق باريس سان جرمان الفرنسي،” ابراهيموفيتش” وهو يقوم ببعض الرتوشات قبل دخول مباراة فريقه أمام” سانتيتيان” ضمن الدوري الفرنسي.
لكن الغريب في الأمر، أن اللاعب الذي جاب العالم ووصلت شهرته عنان السماء والأرض، رفض مرافقة طفل صغير إلى الملعب، وقد احظره أباه إليه ، ووضعه مكان الطفل الذي من المفترض أن يرافق السلطان إلى الملعب، فما كان عليه إلى أن قام بإعادته إلى مكانه الطبيعي واخذ الطفل الذي يستحق أن يرافقه، في مشهد تداولته وسائل الإعلام العالمية على نطاق واسع، وبهذا يكون ابراهيموفيتش قد كرس مقولة “كن أبن من شئت واكتسب أدبا”،وهو الذي لم يخبر الإسلام لكنه كرسه على الواقع ولم يكن متملقا كغيره من النجوم أو الشخصيات الأخرى.
بقدر ما أفرحني هذا الأمر، بقدر ما أحزنني أمر آخر في بلادنا الحبيبة، التي لا تكرس المقولة التي عمل بها السلطان، بل تضربها عرض الحائط، وتعمل بمبدأ ،”من لديه أمه في الحفل لن يطاله جوعاً”، هذه هي الصورة التي قادتني إلى مدرب المنتخب الوطني المغربي الجنرال أمحمد فاخر، عندما قام باستدعاء لاعبي الرجاء البيضاوي وهم بعيدون عن المنافسة والجاهزية وترك من كان يستحق ذلك،” فهيفتي” طبيب المنتخب وخبير الطب بالمغرب ، حذره من مغبة المناداة على الكروشي، لكنه يأبه له وتمرد على الكل مناديا على الكروشي وهو الذي لم يلعب أي مباراة تذكر، تاركاً الكثير من المواهب التي كان بإمكانها تقديم الأفضل، كما أن لاعبي الفريق الأخضر لم يبصموا على أي تألق يذكر لكن إصرار أمحمد فاخر على ذلك جعلنا نخرج
من الدور الأول ،خروج جر على الجنرال ويلات قديمة وحديثة وأطاح به من عرش أفضل مدرب مغربي، فلو أن أمحمد فاخر لم يكن عاطفياً لكان قد إختار لاعبين أهلوه إلى” الشأن” حتى في أحلك الظروف، وكان قد أزاح من قائمته لاعبين تهالكوا أو انتهت صلاحيتهم ، وتجنب لغة العاطفة ليثحدت لغة الموضوعية كما فعل” ابراهيموفيتش” ، فلو تمت المناداة على ألسعيدي وحسني و النغمي ونصير ورفيق. .. لكان حال المنتخب الوطني المغربي أفضل، ولكنا قد تأهلنا إلى الأدوار النهائية من المسابقة.
ولكن هذا حلنا وحال جنرالنا العنيد الذي إختار لغة العاطفة لتصفية الحسابات ورد دين قديم للوداد الرياضي ولبعض الفرق المغربية الأخرى، و في مقابل ذلك فإنه كان أكثر العطاء مع أبناء جلدته وفريقه المفضل، لنكتب حكاية الإخفاق والفشل مرة أخرى بعنوان مغاير لما عهدناه تحت مسمى”اللي عندو أمه في العرس والله يلا مات بالجوع”، أما” ابراهيموفيتش” فتلك حكاية من عالم آخر ولربما قد تبدوا لنا ونحن في المغرب الحبيب، من قيم المدينة الفاضلة التي حلم بها الفيلسوف اليوناني “أفلاطون”.