لم تأت بداية العام الجديد بأي تغيير في مسار نادي ريال مديد الأسباني، حيث لا تزال جماهيره تشعر بالإحباط ولا تزال المشكلات تحيط بأجواء غرفة خلع الملابس الخاصة به، بالإضافة إلى عجزه عن تحقيق الفوز على فرق من الطراز الرفيع وتردد الشائعات التي تحوم عن الإقالة الوشيكة لمدربه رافايل بينتيز.

وعاد الفريق الملكي لإصابة جماهيره بالإحباط مجددا، كما سبق له وأن فعل في نهاية العام المنصرم، بعد أن أخفق في العودة مرة أخرى لدائرة الصراع على لقب الدوري الأسباني “الليجا”، عقب تعادله أمس الأحد 2 / 2 أمام مضيفه فالنسيا ليستمر في تكرار أخطائه القديمة واحدا تلو الأخر رغم اتجاه نيته للتغيير.

وعلى هذا النحو، قامت الصحافة الأسبانية اليوم الاثنين باستعارة تعبيراتها القديمة في وصف حال النادي المدريدي، فقد عادت بعض الصحف للقول مرة أخرى أن بينتيز يسير على الحبل واقترب من السقوط.

وأكدت صحيفة “البايس” الأسبانية أن ريال مدريد”يحتفظ ببينتيز لأنه لا يجد البديل، وأضافت أن فلورينتيو بيريز رئيس النادي يخشى توريط النجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان في معضلة يبدو حلها أمرا تحوم حوله الشكوك بشكل أكبر في كل يوم.

ويعتبر المدرب الفرنسي هو المرشح الأقرب لخلافة بينتيز ولكن مسيرته مع الفريق الرديف لريال مدريد ليست ناجحة للغاية، بعد أن فشل في الصعود به في الموسم الماضي لدوري القسم الثاني.

وحقق زيدان مع فريقه في أخر ست مباريات لهذا الموسم انتصارا واحدا مقابل خمسة تعادلات.

وفاجأ بينتيز الجميع بعد مباراة فريقه أمام فالنسيا عندما صرح قائلا: “نستحق الإشادة أكثر من أي شيء آخر”، ولكن الحقيقة هي أن حارسه الكوستاريكي كيلور نافاس أنقذه في مباراة أمس بعد أن تصدى لانفراد خطير للاعب فالنسيا الفارو نيجريدو في الوقت بدل الضائع.

وقالت صحيفة “ماركا” الاثنين: “ريال مدريد لا يتمتع بعنصر الحسم، تنقصه السيطرة التي يجب أن تتوافر لفريق في مثل حجمه، لقد كان حظه طيبا بمواجهة فريق يمر بفترة نقاهة”.

ولم تفلح حتى الإحصائيات التي يهوى المدرب الأسباني اللجوء إليها لتفسير موقفه، حيث أنها جاءت كلها في غير صالح فريقه مؤخرا بعد أن فقد 17 نقطة في 18 مرحلة من “الليغا” محققا أربعة تعادلات وثلاث هزائم.

وبالإضافة إلى ذلك، لم يتمكن النادي الملكي بالتغلب على أي من الفرق الكبيرة، فقد تعادل مع أتلتيكو مدريد 1 / 1 ومع فالنسيا 2 / 2 وسقط أمام فياريال 1 / صفر وأمام برشلونة 4 / صفر وأمام اشبيلية 3-1.

وفي بطولة دوري أبطال أوروبا، فاز على باريس سان جيرمان 1 / صفر ولكن بعد أن صادفه حظ كبير في المباراة التي أحكم فيها الفريق الفرنسي قبضته على مجرياتها بشكل كامل.

وفي الوقت نفسه، لم يستطع بينتيز تضميد جراح الفريق داخل غرفة خلع الملابس، حيث ترك اللاعب الكولومبي خاميس رودريجيز حبيس مقاعد البدلاء أمام فالنسيا ولم يشركه في المباراة ولو لدقيقة واحدة، كما قام بالدفع باللاعب ايسكو لمدة 12 دقيقة فقط في المباريات الخمس الأخيرة للفريق في “الليغا”.

وانضم المهاجم رودريجيز لقائمة المعاقبين من قبل بينتيز، وهو اللاعب الذي بدأ في التفاوض على رحيله من ريال مدريد لينتقل إلى صفوف اسبانيول، كما رددت الشائعات مؤخرا.

ولاتزال الأمور تسير داخل ريال مدريد كالمعتاد في الماضي ولايزال بينتيز يتشبث بأمل البقاء بتحقيق انتصار قريب.

ويواجه ريال مدريد، الذي أقصي من بطولة كأس الملك بسبب إشراكه لاعبا معاقبا بالإيقاف، منافسه ديبورتيفو لا كرونيا يوم السبت المقبل في مرحلة جديدة من الدوري الأسباني.

ومن جديد تسمع صيحات الاستهجان بين جنبات ملعب “سانتياجو بيرنابيو” عند الإعلان عن اسم رافايل بينتيز، ومن جديد يتوقف مستقبل الأخير على تحقيق نتيجة جيدة.