قاد الإطار الوطني رشيد الطاوسي سفينة الرجاء للسبع مباريات الأخيرة من البطولة الوطنية, و التي عرفت نتائج أقل ما يقال عنها أنها كارثية بالنظر إلى حجم و مكانة الفريق محليا و قاريا إن لم أقل عالميا, و الى حجم جماهيره المليونية و المبدعة و التي تتحفنا بأبهى اللوحات و التشجيعات المنقطعة النظير.
أزمة الرجاء كما يحلو للرجاويين تسميتها، ليست وليدة الأمس القريب أو بداية الموسم مع المدرب كرول, بل هي تراكمات و مخلفات الموسم الماضي تسييريا, ماليا و تقنيا, و ما يحز بالنفس هو تحول فريق الرجاء الى مختبر للتجارب اللامسؤولة و اللا معقلنة, ففي ظرف ثلاث سنوات توالى على الفريق ما يناهز سبع مدربين و هذه سابقة في الكرة الوطنية.
بالعودة الى أطوار مباراة الأمس التي استقبل فيها فريق الرجاء خصمه أولمبيك اسفي, عرفت رتابة في اللعب و رياضة المشي على الأقدام و كأن الفريقين راضيين على نتيجة التعادل, أهم ما جاء فيها محاولتين شكلتا خطورة على مرمى أنس الزنيتي.
بالنسبة للأخطاء التي وقع فيها رشيد الطاوسي فإن أي رجاوي متتبع لفريقه سيتفق معك على أن غياب صانع لألعاب حال دون وصول الكرة الى مربع عمليات الخصم و تباعد خطي الوسط و الهجوم, ادراج ثلات لاعبي وسط الميدان دوي نزعة دفاعية الشيء الذي عزل الثلاتي الوادي, الحافيضي, و أوساغونا وسط تكتل دفاعي محض للفريق الخصم.
في ظل الخسارة تكتكيا لصالح العامري، ما الذي بحث عنه الطاوسي من خلال التغييرات ؟
بن حليب مكان أوساغونا
عندما ظن الجميع أنه من الضروري تطعيم خط الهجوم و اللعب أكثر على العرضيات, خرج رشيد الطاوسي عن صمته ليدرج اللاعب الواعد بن حليب مكان أوساغونا في ظل سخط الجماهير الرجاوية.
التومي مكان الكروشي وجحوح مكان الحافيظي
تغييرين لم يعطيا أكلهما بفعل الصرامة الطكتيكية التي نجح بتطبيقها ادريس العامري و غلق المساحات أمام اللاعبين الخضر.
بهذه النتيجة تقاسم الفريقان المركز الثامن بستة عشر نقطة رفقة مولدية وجدة الذي ينازل حسنية أكادير الذي بدوره لا زال غارقا في النتائج السلبية و يمني النفس بانطلاقة حقيقية أمام فارس الشرق.