15:40
احتاج بايرن ميونيخ شوطاً واحداً فقط ليكتسح شتوتغارت بأربعة أهداف نظيفة في مباراتهما الأخيرة الأحد الماضي ضمن المرحلة الثانية عشرة من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، إذ سجل بايرن ميونيخ أهدافه الأربعة كلها في الشوط الأول، من بينها هدفان سجل أحدهما الهولندي آرين روبن (31 عاماً) والآخر سجله البولندي روبرت ليفاندوفسكي (27 عاماً).
وكان من الممكن أن تتضاعف النتيجة، لاسيما من جانب “ماكينة” الأهداف ليفاندوفسكي، لولا ما يمكن أن يوصف بـ”اللعب الفردي” من قبل روبين.
فقد ظهر روبرت ليفاندوفسكي متضايقاً للغاية في هذه المباراة من طريقة روبين، ففي الشوط الثاني أضاع روبن فرصتين مؤكدتين للتسجيل في الدقيقة 52 والدقيقة 71، وكان يكفيه فقط تمرير الكرة لزميله ليفاندوفسكي، الذي كان في المرتين يقف متأهباً على أتم استعداد لإيداع الكرة في شباك شتوتغارت.
وقد اعترف روبن بعد المباراة بأنه أضاع الفرصتين وقال: “هذه هي كرة القدم. أحياناً تأتي الأمور على نحو مخالف، كانت هناك فرصة أو اثنتان كان بإمكان روبرت أيضاً أن يسددهما”.
لكن المسألة بالنسبة لروبن سيان في النهاية، حسب ما كتبت صحيفة “آبندتسايتونغ”، التي تصدر في ميونيخ، إذ قال اللاعب: “سنحتفظ لأنفسنا بالأهداف حتى المباريات المهمة”.
لكن ليفاندوفسكي كان ينظر إلى ما فعله روبن على أرض استاد “أليانز أرينا” بمنظور آخر، وكان غضبه على أرض الملعب واضحاً لكل من رآه، إذ صرخ بصوت عال بعد إهدار الفرصتين، غير أنه حاول بعد المباراة كتم غضبه عندما كان روبن يشرح أمام كاميرات التلفزيون الفرص الكثيرة التي أهدرها.
وقال ليفاندوفسكي لمجلة “شبورت بيلد” الألمانية الرياضية: “لا أريد قول شيء حول ذلك، فقد شاهدتم الأمر بأنفسكم”.
نسبة تمريرات روبن لليفاندوفسكي ضعيفة
كون العلاقة بين آريين روبن وزميله روبرت ليفاندوفسكي علاقة فاترة مسألة لم تعد سراً، فهي معروفة داخل الفريق.
وبحسب “شبورت بيلد”، يتجنب الاثنان بعضهما في غرفة تغيير الملابس. أما على أرض الملعب، فتبدو العلاقة ودية، إلا أن زملاءهما أطلقا نكتة حول عدم تمرير روبن الكرة إلى ليفاندوفسكي ليسجل أهدافاً، متسائلين: “ألن يصاب روبرت بالرعب عندما يتلقى تمريرة حاسمة للتهديف من الناحية اليمنى”، ويقصدون بذلك الجهة التي يلعب فيها غالباً آريين روبين.
فالجهة اليسرى، التي يلعب فيها البرازيلي دوغلاس كوستا أو حتى النجم الشاب كنغسلي كومان، هي في الغالب مصدر التمريرات التي تأتي إلى ليفاندوفسكي ليسجل منها الأهداف، علاوة على تمريرات توماس مولر أيضاً. أما روبين، الذي عاد لتوه من إصابة طويلة، فلم يمرر إلى ليفاندوفسكي سوى ثلاث مرات جاءت منها أهداف في 25 مباراة خاضاها سوياً حتى الآن في مواسم الدوري الألماني المختلفة، وهي نسبة تثير التساؤلات، فقدراتهما أكبر من ذلك بكثير.
ليفاندوفسكي ماكينة أهداف من طراز فريد على مستوى العالم، وينافس حالياً على الانفراد بصدارة هدافي البوندسليغا هذا الموسم، حيث سجل حتى الآن 14 هدفاً، وهو نفس عدد الأهداف الذي سجله مهاجم دورتموند بيير إمريك أوباميانغ، وما يفعله روبن قد يتسبب في تعطيله عن تسجيل الأهداف التي يحتاجها الفريق أيضاً.
غوارديولا: لا يمكنني تغيير طبيعة روبين
وما يمكن أن يسمى بـ”العداء” على أرض الملعب بين روبن وليفاندوفسكي مسألة لا تفوت على ماتياس زامر، المدير الرياضي لبايرن ميونخ، إذ قال إنه يسجل كل شيء ورأى ما فعله روبين، لكنه لا يريد أن يعطي المسألة حجماً أكبر مما هي عليه.
وحسب “شبورت بيلد”، فإن زامر لا يرى مشكلة من غضب ليفاندوفسكي مرة، مضيفاً: “هل تعرفون عدد المرات التي كنت فيها غاضباً خلال مسيرتي (كلاعب)؟”.
أما بحسب كريستيان فالك، المحرر بـ”شبورت بيلد”، فلا يخفى على أحد أن غوارديولا لا يحب اللاعبين الأنانيين، وعلق على ما يحدث بين روبن وليفاندوفسكي بالقول: “هذا هو آريين روبن وهذه هي طبيعته”.
وأضاف المدرب القدير: “أنا مدرب جيد، لكني لست جيداً بما يكفي كي أغير من طبيعة آريين روبن وهو في سن الحادية والثلاثين”.
أما روبن نفسه، فيرى أن ما بينه وبين ليفاندوسكي أمر لا يضر، معتبراً أن “هذا الطموح أمر جيد، ويجب أن يلاحظ كل منا الآخر بشكل نقدي”.