هيرفي رينار :” لابد ان يتحقق الحلم حتى ولو بعد حين”.

المغرب سبورت12 فبراير 2016
هيرفي رينار
هيرفي رينار :" لابد ان يتحقق الحلم حتى ولو بعد حين". Hervé Renard: "Le rêve doit se réaliser, même après un certain temps."
المغرب سبورت

المغرب سبورت – ضمير عبد اللطيف :

هيرفي رينار لم يكتب له القدر أن يكون من كبار لاعبي فرنسا ، لكن القدر كتب له المرور من فرق مغمورة ، جعلته في غالب الأحيان من جامعي القمامات بأحياء باريس القديمة ، لكن القدر نفسه كتب له وداعا مع جمع القمامات ، واخذ بيده خارج فرنسا التي لم تمنحه دفئ الجلوس على كراسي البدلاء إلا بفرق من دون تصنيف أو بدرجات دنيا ، ربما لأنه لم يكن لاعبا مشهورا ، أو انه لم يحالفه الحظ في كتابة اسمه ضمن أسماء كبيرة مرت من بوابة الديوك قبل أن تنشر أجنحتها على جل دول العالم.

يوم أن فكر الثعلب الماكر في الخروج من فرنسا توجه إلى شرق أسيا ، ليكتب اسمه هناك بعيدا عن أضواء الصحافة ، وضجيج الفرق الكبرى ، حتى لا ينخر جسده النحيف ويموت إلى الأبد ، من دون أن يكمل حلمه الذي لطالما حلم به ، قبل أن ينتدبه المدرب الفرنسي كلود لورا عندما استلم شارة قيادة منتخب غانا ، ومع توالي المباريات احتك الثعلب الماكر واستفاد من احد أهرامات التدريب العالمي الذي خبر إفريقيا شرقا وغربا حتى أضحى اسمه ملازما لها وكان القدر كتب له أن يولد بها ويكتب لاسمه هناك بعيدا عن القارة العجوز.

وبعدها اقترح لوروا ،  هيرفي رونار على الاتحاد الزامبي لقيادة الرصاصات النحاسية ، ليقودهم نحو الربع من مسابقات كاس إفريقيا 2010 التي أقيمت بانغولا ، ولان البلد المضيف للمسابقة لم يرقى إلى المستوى المطلوب فقد تم التخلي عن مدربه وتعويضه برونار كبديل له ، لكن مقامه هناك لم يدم سوى ستة أشهر ، بعدما تلقى عرضا مغريا من فريق اتحاد العاصمة الجزائرية ، لكن حكايته لم تطل هناك بحيث لم يوفق بالفريق الجزائري ، ليعود من جديد لقيادة الرصاصات النحاسية القاتلة ، التي قضت على أحلام كل المنتخبات الأفريقية ، بحيث تجاوز كل العقبات وكذب كل التكهنات ليتوج بطلا لأفريقيا ، كأول لقب له في مسيرته الكروية ، كما منح زمبيا الفرصة التي انتظرها الجمهور الزامبي طويلا من اجل معانقة الحلم الأفريقي ، في نهائي مثير جمعه بفيلة ساحل العاج ، ولان الصدف عادة ما تكون غربية ، وعادة ما تجمعك بمن لا تحب ، أو لمن تدين لهم بدين قديم ، فان الأقدار شاءت أن يتواجد الفرنسي ضمن كتيبة الفيلة ويتوج معهم في نهائيات كاس أفريقيا 2015 بعدما هزمهم من قبل ، بعد تجربة فاشلة مع فريق شوسو الفرنسي الذي نزل إلى القسم الثاني ، ليكتب رينار اسمه في القارة الأفريقية ومعها العالم بأحرف من ذهب مكذبا كل من اعتقد انه مفلس أو فاشل.

ذات يوم خرج الأشقر الماكر في تصريح إعلامي صريحة ، تغزل فيه بالمغرب كثير وأشار إلى مسؤولي القرار ببلادنا ،  إلى مدى استعداده لتدريب الأسود الجريحة ، قائلا ” إذا دعوتموني سآتي حافي القدمين إلى المغرب ” ، لكن إرادة لقجع ومن معه لم تتجاوز إرادة الشعب المغربي الذي طالب بتولية بادو الزاكي ، حينها كان لقدر رونا ران يحط الرحال بساحل العاج ، مرت الأيام وجاءت الرياح بما يشتهيه الثعلب ، مؤمنا بان الحلم لابد أن يتحقق ولو بعد حين ، فبعد تنحية الزاكي من مهامه ، أشير إلى أن المنصب لن يكون إلا من نصيب رونار ، أو لربما كان ذلك مخططا له من قبل وبمباركة من مكونات جامعة لقجع.

بحلول رونار بمطار الرباط يكون الحلم قد تحقق حتى ولو بعد سنوات وأيام من الانتظار ، ليكتب التاريخ أن الثعلب الماكر إن أراد قيادة المنتخب المغربي فلابد للقجع ان يستجيب ، حتى ولو كان ذلك على حساب إرادة الشعب المغربي ومدربهم المحبوب بادو الزاكي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

error: المحتوى محمي من النسخ !!