بينما ودّع 13 منتخباً أفريقياً المنافسات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 FIFA، لا يزال 27 منتخباً آخرين في السباق، ليصل إلى 40 عدد الفرق التي تحتفظ بحظوظها لحجز إحدى التذاكر الخمس الأفريقية للمنافسة في النسخة القادمة من أم البطولات. وتتبارى المنتخبات الـ40 في إطار 20 مواجهة مزدوجة بين الذهاب والإياب، حيث سيتأهل الفائزون لمرحلة المجموعات.

ويستضيف المغرب، صاحب المشاركات الأربع في نهائيات كأس العالم  غينيا الإستوائية. وقد استدعى المدرب المغربي بادو الزاكي، قائد أسود الأطلس في المكسيك 1986، لاعب بايرن ميونيخ المهدي بن عطية العائد لتوه من الإصابة. فيما ستحاول كتيبة غينيا الإستوائية تأكيد مشوارها الرائع في كأس الأمم الأفريقية 2015 حيث احتلت المركز الرابع.

ومن جهة أخرى، تسعى الجزائر لتسجيل ظهورها الثالث توالياً في النهائيات العالمية، بينما تتطلع غانا وكوت ديفوار لتحقيق مشاركتهما الرابعة على التوالي في أم البطولات. وتُعتبر كتيبة ثعالب الصحراء حالياً المنتخب الأفريقي الأول في التصنيف العالمي  وعليه ينبغي أن تتخطى عقبة تنزانيا دون صعوبات كبيرة. ومن جهتها، استعدت كتيبة نجوم الطوائف لهذه المواجهة في جنوب أفريقيا. حيث يأمل المدرب تشارلز مكواسا أن يكون مبوانا ساماتا وتوماس أوليوينجو، المتوّجين حديثاً بدوري أبطال أفريقيا رفقة نادي مازيمبي، مصدر إلهام لزملائهم. وبهذا الخصوص، قال مكواسا “الفريق بأكمله يؤمن بقدراته وجميع اللاعبين يتحرّقون شوقاً للعب وتمثيل بلادهم. هذا سلوك مشجع، وأنا واثق من أننا نملك المؤهلات اللازمة لمفاجأة الجزائر.”

يستعد العديد من المدربين لتسجيل ظهورهم الأول في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم  وهذا هو حال الأسطورة الكاميرونية ريجوبرت سونج، الذي تم تعيينه مؤخراً على رأس الجهاز الفني لمنتخب تشاد. وكانت كتيبة ساو قد حققت المفاجأة في الدور السابق عندما أقصت سيراليون، ولكنها بحاجة الآن إلى معجزة صغيرة للفوز على مصر. ومن جهته، حلّ ألكسندر بيلينجا، الذي حمل قميص الكاميرون في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة أستراليا 1980  محلّ فولكر فينكه على رأس كتيبة الأسود غير المروضة التي تستهلّ مشوارها في التصفيات ضدّ النيجر، ولهذا الغرض سيعتمد بيلينجا أساساً على لاعبين دوليين مخضرمين.

عودة مارتينز
فاجأ مدرب النسور الخضر صنداي أوليسيه، الكثير من المتتبعين باستدعائه المهاجم أوبافيمي مارتينز، الذي يلعب اليوم في الولايات المتحدة، لخوض مباراة نيجيريا وسوازيلاند. كما استدعى الشاب الواعد كيليتشي إيهيناتشو الذي يلعب الآن في مانشستر سيتي. بيد أن كتيبة النسور الممتازة، ستكون محرومة من خدمات فينسنت إنياما وإيمانويل إمينيكي اللذين أعلنا مؤخراً اعتزالهما اللعب دولياً بعد سنوات عديدة من الخدمة المخلصة للمنتخب الوطني. ولا يخفي أوليسيه طموحاته بمناسبة الدخول في حملة التصفيات “أريد أن أقود بلدي للتأهل إلى دور المجموعات وبعد ذلك إلى نهائيات كأس العالم. هذا هو هدفنا الوحيد، ولتحقيقه يجب علينا أن نحترم كل خصومنا. سوازيلاند فريق صعب وستزداد هذه المواجهة تعقيداً بسبب اللعب على عشب صناعي على أرضنا.”

أما منتخب كوت ديفوار فيدخل غمار المنافسة بدون عدد من اللاعبين الذي سيغيبون عن مباراة ليبيريا. حيث سيخوض مدرب بطل أفريقيا ميشيل دوسوييه، هذه المواجهة دون مهاجميه ويلفريد بوني وسالومون كالو ولاعب خط الوسط يايا توريه. من جهة أخرى، يواجه منتخب غانا نظيره جزر القمر الذي يحتل أدنى مرتبة بين الفرق التي لا تزال حاضرة في سباق التصفيات. فبعد أربع هزائم متتالية، تغلبوا أخيراً على ليسوتو في الدور الأول بعد تحقيق تعادلين وحجز تذكرة التأهل بفضل الأهداف المسجلة خارج القواعد. ولكن من الصعب جداً أن يستمرّ حلمهم أمام كتيبة النجوم السوداء بقيادة أفرام جرانت والتي ستكون حاضرة بكلّ ترسانتها بدءاً من الأشقاء أيوو، جوردان وآندريه، بالإضافة إلى المخضرمين أسامواه جيان وجوناثان منساه.

كانت جنوب أفريقيا تنتظر أن تكون القرعة أرحم معها بعد أن أوقعتها في مواجهة أنغولا التي شاركت في نهائيات ألمانيا 2006 والقادرة على هزم أي فريق تقريباً عندما تكون في أفضل أحوالها، خصوصاً أمام جمهورها في لواندا. حيث سيكون مدرب كتيبة بافانا بافانا شاكاس ماشابا، محروماً من خدمات حارسي المرمى إيتوميلينج كوني وبريليانت كوزوايو. ويعرف ماشابا أكثر من غيره أن مهمة لاعبيه لن تكون سهلة على الإطلاق أمام الفهود السمراء “لديهم لاعبون سريعون وأقوياء بدنياً، خصوصاً في وسط الميدان. لهذا يجب أن نتجنب ترك المساحات لهم ونلعب بذكاء كبير في خط الدفاع.”

أما السودان فلا شك أنها ستقف نداً عنيداً في مواجهة زامبيا. حيث تضمّ كتيبة صقور الجديان لاعبين ينتمون أساساً إلى أكبر ناديين في البلاد، الهلال والمريخ، اللذين بلغا الدور نصف النهائي من دوري أبطال أفريقيا عام 2015. وفي المقابل، لن تقف كتيبة تشيبولوبولو مكتوفة الأيدي، حيث ستعتمد في صفوفها على ثلاثة لاعبين من مازيمبي الذين تُوّجوا مؤخراً أبطالاً لأفريقيا.